كم مره يقتلني الناس ، يعذبوني،ينحروني بخناجرهم المسمومه ،واقول : هداهم الله ،اصلحهم الله ،لعله سبحانه ان يخرج من اصلابهم ،او ان يبعث بين ظهرانيهم من يفهم الحياه على نحو تجديدي علمي مختلف -الى حد ما -عن فهم السالفين .
انقلبت الموازين ،فكانو معاول هدم ، ثم استمرؤوا العيش مع المتناقضات ، فترى الفقراء يرتدون ثياب الاغنياء ،والجهله والرعاع من الناس يحتفلون ثياب العلماء موازينهم خاسره وافهامهم قاصره.
يقتلهم الفقر والجوع والحصار ويكدحون في طلب رزفهم وينامون ويستيقظون وهم في طلبه يحملون بل يهلوسونواحيانا بل احيين يسقطون او يتساقطون في شباك الغزاه وفي مشهد اخر تسيل دماؤهم وامعاؤهم ياكل بعضها بعضا وكالتي نقضت غزلها من بعد قوه انكاثا يفرقعون في السماء يحرقون اموالهم يبعثروها وجارهم يتضورجوعا لا يملك قوت يومه واخر بلا مسكن ولا ماوى الا ما جادت به بعض النفوس الى حين.
فبأي مزيه بشريه بعد ذلك يفتخرون ؟ يضيئون السماء تحسبها ليله قدر وما هي بليله القدر صخبها وما ادراك ما صخبها ضوؤها وما ادراك ما سوادها ليله لا ينام فيها الشيخ ولا الطفل يحضرها المريض على فراشه وهو لها كاره والعالم في مهجعه وهو لها ماقت.
سلهم بعد ذلك ان كانوا ينطقون او يفهمون من ضيفها ؟او عريفها؟او عروسها ؟او مناسبتها؟والله لو كان عرس شهيد او احتفالا بانتصار حقيقي او مسافرا طلب علما ثم عاد بعد طول غياب والقى بين اهله عصا الترحال لتفهمت الى حد ما بعض ما يقومون به فكيف اذا علمت انه فقير يحاكي الاغنياء او جاهل يحاكي العلماء؟
دع المارقين وشانهم وعد القول في الجهله والرعاع وافتح صفحه من يدعى الالتزام وحاوره وبالتقوى ذكره وقل له في نفسه قولا بليغا مستفسرا او مستفهما او مستنكرا وان شئت بعد ذلك مبكتا وموبخا :هل التبست عليكم الطرق الشرعيه في التعبير عن الفرح ؟ او غابت عنكم معاني الشكر والكيفيه التي بها يكون ؟ سلوا التاريخ عن انتصارات المسلمين وعن افراحهم وعن اترحهم وعن احوالهم واسالوا العادين :هل يملك احد ان يحصي نعم الله على عباده ؟سيجيبونك :بلا . اعد عليهم السؤال مره اخرى وقل لهم ماذا تقولون في من يحول المنح الى محن ومن يقلب الفرح الى ترح ومن يصير النعم نقما والرحمه عذابا.
ان الفهم اذا تجاوز دائره المعقول خرج الى حد الجنون وما على المجنون بعد ذلك من حرج ولكن الحرج على من يدعى العقل ثم يرضى ويشارك.